فيتنام ـ اليمن، ومرآة الأحزان

حبيب سروري

 

ثلاث صور تُلخِّص أوديسيا الثورة الفيتنامية، تلاقفتها صحف الدنيا، ارتبطت بولادة اسم فيتنام في ذاكرتي، وأنا طالب يتأجج في معمعان سبعينات عدَن الثورية.

الأولى صورة خمسة أطفال صغار، إحداهم طفلةٌ عارية، يهرعون هرباً وذعراً في طريقٍ ريفي، على محياهم كلّ هلع الدنيا.

دخانٌ هائل يغطي العمق الخلفي للصورة، كما لو أحرق الأمريكان بالنابلم قريتهم خلف الدخان، وأبادوا من فيها.

بين الدخان الكثيف والأطفال الهاربين الذين يسكنني حتى اليوم رعب نظراتهم (هزت يومها العالم): أربعةُ جنودٍ أمريكان عمالقة يمشون بهدوء، يشعل أحدهم سيجارته بروية كما لو كان سعيدا بإنجاز المهمة!

 

الصورة الثانية: مروحية في علياء سقف السفارة الأمريكية في سايجون، 30 إبريل 1975، تمدّ سلما من حبال للسفير الأمريكي وموظفي سفارته قرب باب السفارة.

يصعد نحوها بِذُعرٍ وذلٍّ وعجالة آخرُ الأمريكيين الهاربين من فيتنام المحرّرة. (حاول بعض الفيتنامين العملاء التسلّق معهم. رفضهم الأمريكان: لا مكان لهم في المروحية!)…

قبيل ذلك بأيام، استطاع أحد طياري الفيتكونج اختراق الحواجز وضرب بعض جوانب “قصر الاستقلال” بسايجون (عاصمة جنوب فيتنام) بقذيفتين. عملية حاسمة قرر بعدها الأمريكان الهروب سريعاً من فيتنام.

 

الصورة الثالثة: رجلان وسيمان جدا، أحدُهما بشارب والآخرُ بدون، يتصافحان في نفس قصر الاستقلال. ابتسامتهما خفاقة عريضة تملأ الوجهين. أسفل الصورة: “6 يونيو 1975، رئيس الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام يستقبل سفير فلسطين”.

 

زرت لأول مرة قبل سنتين، وأنا في طريقي لمؤتمر علمي في استراليا، ذلك القصر المهيب الذي صار أهم متاحف سايجون التي أضحى اسمها: هو شي منه، أي “العم هو” كما يسميه الفيتناميون.

 

بناؤه المعماري فريدٌ جدّاً. بعد تدميره في 1962، قرر رئيس جنوب فيتنام إعادة بنائه بطرازٍ معماري آخر. شُيِّد إنطلاقا من ثقافة الشرق الأقصى ليكون بكل جدارنه وأعمدته وسقفه اندغاماً لخمسة أيديوجرامات صينية، لخمسة كلمات:

 

الهيكل عام يرسم الكلمة الصينية: الحظ.

الطابق المربّع الأعلى: حرية التعبير.

جذع العلَم في مركز المربّع: إخلاص كليّ.

ثلاثة خطوط أفقية تبدو في السقف والواجة والمدخل تشكّل الرقم 3، الذي يعني: إنسانية، حكمة، وصلابة.

في علياء الخطوط الثلاثة كلمة: القائد (أي رئيس الدولة).

وأخيراً خطوط واجهة القصر: الرخاء.

 

قبل 1962، كان قصراً بطرازٍ كولونيالي سكنه الملك والحكام الفرنسيون، سُمّي في 1954 “قصر الاستقلال” عقب اتفاق جنيف الذي انتهت بعده تسمية “الهند الصينية” (فيتنام وكمبوديا ولاوس: مستعمرات فرنسية): منطقة ميثولوجية، في شبه الجزيرة التي تقع بين الهند والصين، ذات تاريخٍ وجمال استثنائي، ملتقى أعراق وحضارات، اعتبرها المستعمرون الصينيون والفرنسيون والأمريكان جوهرة إمبراطورياتهم.

 

عدتُ لفيتنام في رحلتين خاصتين طويلتين بعد ذلك. الحاجة للمقارنة بينها واليمن داهمتني وفرضت نفسها منذ أول يوم.

 

هي أوّلاً مثل اليمن، ليست بلداً، بل عشقاً مرَضيّاً يصطلي به من اندغم به. ثم لكلٍّ منهما تاريخٌ قديم تختلط فيه الحقائق بالأساطير. عدا ذلك، تربطها باليمن علاقة جيوسياسية عكسيّة صميمية: تبدو إحداهما الصورة المقلوبة للأخرى في مرآةٍ معكوسة!

 

يبدأ كل شيء من الخارطة: اليمن على الخارطة مساحةٌ أفقية طويلة، أشبه بعجوزٍ مضطجعٍ مستلقٍ على الفراش، منبطح من البحر الأحمر حتى حدود عمان، تهجم عليه الأمراض المزمنة.

لو أدرنا خارطة اليمن 90 درجة باتجاه عقارب الساعة لتقف بدلاً من أن تضطجع، ولو أطلناها كثيرا، ولويناها قليلاً لتصير مثل حرف S المتكرر في كلمة: Success، لوجدنا خارطة فيتنام!

 

مثل اليمن، في تاريخ فيتنام جنوبٌ وشمالٌ كانا منفصلين. عاصمة جنوبهِ سابقا، هوشي منه، توأم عدَن في أكثر من مجال:

مدينة كوسموبوليتية مثل عدن القديمة، استُعمرت طويلا مثل عدن، طقسها مثل عدن ساخن ورطب، مفتوحة على الأعراق والحضارات. وعاصمة شماله سابقا، هانوي، مثل صنعاء: طقسها أبرد وأفضل، اختيرت عاصمة للبلد الموحد، لها مركزٌ تاريخي معماري جميل مثل صنعاء وجاذبية أصيلة دائمة…

 

قبل 40 سنة بالضبط توحّدت فيتنام، وقبل 25 سنة توحّدت اليمن بعد أن احتل جنوبَها الاستعمارُ الإنجليزي لحوالي قرنٍ ونصف، تلاه نظام “اشتراكي علمي” مثل حال فيتنام. فيما ظلّ الشمال تحت سطوة الإمامة التي لم تختلف كثيراً عن الجمهورية التي لحقتها إلا باستبدال كلمة “إمام” ب “رئيس”.

 

لنلاحظ أولا: ما يفرق بين المدينتين الفيتناميتين أكثر بكثير مما يفرق بين عدن وصنعاء: 4 أضعاف المسافة الجغرافية الفاصلة بين عدن وصنعاء. البشر والعادات الفيتنامية مختلفة نسبيا أكثر من اليمن بحكم التباعد الجغرافي والإثنولوجي والتجربة السياسية المختلفة: أبناء هوشي منه مثلا يميلون للتجريب والمغامرة والمحاولة، وأبناء هانوي قليلو المبادرات الفردية، بسبب ماضيهم الشيوعي السوفيتي (كان شمال فيتنام جمهورية شيوعية منفصلة).

الأوائل أرق بحكم الكوسموبوليتية وثراء الطبيعة في إحدى أكثر مناطق العالم سحراً: دلتا الميكونج، والآخرون أقل رقة بحكم الطبيعة الجلفة شحيحة الموارد…

 

المفارقة الكبرى التي يلزم التأمل فيها طويلا: كان يفترض نظريا أن تتنافر هانوي وهوشي منه، وتتعانق عدن وصنعاء. لكن النتيجة معاكسة تماما:

هانوي وهوشي منه عاصمتان اليوم لبلد عملاق برأسين، شعاره الضمني المثل الشهير: “المناصفة الجيدة شيمة الأصدقاء الجيدين”.

هما اليوم قطبان متكاملان يستحيل تفريقهما لأنهما سيتدحرجان معا: تجد مثلا معظم الشركات الإنتاجية في إحداهما، والاستشارية في الأخرى…

 

النتيجة: هوشي منه اليوم شنغهاي صغيرة، وهانوي بكين صغيرة. وفيتنام بلدٌ جذابٌ ساحر، يتقدم نحو المستقبل بمشاريع واعدة عملاقة: معدل النمو السنوي حوالي 7٪، انتاجه الوطني يضعه في قائمة ال 40 دولة الأكثر تطوّراً، يعتمد في تطوره على التعليم والتجريب: دولة شيوعية تحافظ للأسف الشديد على نظام الحزب الواحد ولا تسمح بحرية التعبير، لكن الوصول لها من الغرب لا يحتاج إلى فيزة، والاستثمارات الأجنبية فيها كثيرة ومتزايدة رغم التدخل الحكومي في شئونها وفقا لسياسة الدولة!

السكن فيها (لا سيما هوشي منه) يجذب كما يبدو الآخر، لا سيما الغرب، أكثر من شنغهاي وطوكيو، لجودة نمط الحياة فيه ومتعته…

واليمن؟… مرارة بلا قاع! إخفاقات الوحدة اليمنية تزداد عمقا يوما بعد يوم.

بدأ الجرح اليمني الذي لن يندمل في حرب 1994 عندما اجتيحت عدن من عصابة المخلوع صالح التي حولتها والجنوبَ إلى غنيمة حرب. وماتت الوحدة إكلينيكيا يومها. تضاعف ذلك الجرح مليون مرة هذا العام 2015 بفعل عصابةٍ حوثيّةٍ طائفية مجنونة، دمّرت عدن بباشعة لا نظير لها.

 

أو لعل بداية الجرح اليمني كانت بعد الوحدة مباشرة في 1990، عندما وجد سكان عدن والجنوب أنفسهم مجبرين على التوجه لصنعاء، والسكن في فنادقها، عند الحاجة لتعميد ترجمة شهادة أو متابعة راتب أو حل أصغر مهمة إدارية!

 

أتذكر أني سمعت يومها أديبا عدنيا (من أكثر عشاق الوحدة اليمنية) يقول وقد عاد خائبا بعد أن أفضى جيبه في فنادق صنعاء دون أن يحل مشاكله الإدارية: ما أشقى أن تكون عاصمتك في دولة شقيقة!…

 

 

العبرة الأبدية من الأحزان الكمبودية

حبيب سروري

 

 

طريقي إلى كمبوديا انطلق تسكعاً من جنوب فيتنام، باتجاه دلتا نهر الميكونج.

لم أزر كمبوديا بغية عطر العود الكمبودي فقط (الذي يتجاوز الإقبال عليه العطورات الغربية، في أعياد بعض الدول العربية)، ولا معابد إقليم إنكور الشهيرة فقط، ولكن لأن شعب كمبوديا طيّبٌ جذّابٌ يحيرني على الدوام: يبدو صامتا منطويا، فيما لم يعان الأمرين شعبٌ مثله في نصف القرن الأخير. (تقول جدتي: “كل مُدَنّي، بِرأسِه جِنّي!”. المُدنّي: من يطأطئ رأسه بصمت، كما لو يخفي أمّ العِبرات).

 

دلتا الميكونج شبكة أنهار تتقاطع وتتفرع وتتداخل في كل اتجاه. تتخلّلها وتحيطها: حقول أرز تمتد إلى المالانهاية، وأرض مزدحمة بالأشجار والنباتات والغابات شديدة الاخضرار (للاخضرار هنا أصنافٌ وألوانٌ ومقامات).

على ضفاف تفرّعات الميكونج وقنواته صفوفُ منازل مفتوحة على الماء والسماء، مغروسةٌ في خصوبةٍ فردوسيةٍ لا نظير لها.

في ظاهرةٍ معاكسة للتصحر، تكتسح خصوبة دلتا الميكونج اليابسةَ وتنتزع منها عشرات الأمتار سنويا!

كل شيء في الدلتا متحركٌ عائم: الأعشاب، المنازل، والأسواق التجارية: تتنقل فيها بقاربك من قارب (حانوت) إلى قارب (حانوت) لشراء ما تحتاجه من السوق العائم! سحرٌ خالص!…

 

وصلتُ عبر هذه الدلتا الفيتنامية المدهشة إلى حدود كمبوديا، ثم عاصمتها: بنوم بنه، ثمة حيث جثمت الفظاعة البشرية القصوى والشر المطلق، في أكمل تجلياتهما، قبل 40 عاما بالضبط، في 17 إبريل 1975، يوم وصول الخمير الحمر يقودهم بول بوت إلى الحكم.

عانى الشعب الكمبودي كثيرا أيضا في السنوات الخمس السابقة (كل تاريخهِ في الحقيقة قبل ذلك: طغاهٌ يستنزفونه بلا حدود). فبعد انقلابٍ على الملك سيهانوك في 1970، خيّم على هذا البلد نظامٌ أمريكي. تلت الانقلاب، بالتعاون مع المقاومة الكمبودية، اكتساحاتٌ لِثوار الفيتكونج الفيتناميين لأراض كمبودية، لموجهة الأمريكان الذين ظلوا يقصفون بعشوائية قرى ومدن كمبوديا.

 

لم يكتف تاريخ هذا الشعب المقهور بهذه التراجيديا، لتلحقه بعد ذلك أم التراجيديات، عقب تربع بول بوت عليه.

 

“الأخ في الدم رقم واحد” حسب تسميته، بول بوت الذي لم يواصل دراسته للهندسة في فرنسا، عاد إلى كمبوديا شديد الإعجاب بالتجربة الماوية. حلمه المجنون: شعبٌ يحيى في العام صفر: مجتمع فلاحي نقي، بلا طبقات، مطهَّرٌ من كل تأثيرٍ أجنبي!

 

الطريق إلى ذلك: إبادة الطبقات الاجتماعية: المثقفين، البرجوازية الصغيرة، الأغنياء… ونقل مستوطني المدن إلى الأرياف للعمل في المزارع، وتقليص السكان وتطهيرهم الأيديولوجي (حكمة بولبوتية: “شعب 17 إبريل الذي ورثناه لا فائدة من بقائه، ولا ندم على إبادته”!)…

 

الوسائل: إغلاق المدارس، فصل الرجال عن النساء، قتل من يأكل فاكهة من شجرة داره (هي ملك للشعب!)، من غادر قريته ذات يوم للعمل في المدن (خيانة طبقية!)، من يلبس نظارة أو يتكلّم لغة أجنبية (ينتمي لطبقة المثقفين الشيطانية!)، من ملامحُه وسيمة (مدان بيولوجياً بالترهل الايديولوجي والنعيم الجنسي وخيانة الكادحين!)…

 

الخطة العملية العاجلة: نقل الشعب للزراعة في الريف، لمضاعفة انتاج الأرز 3 مرات!…

 

النتيجة: جراحٌ لن تندمل، مسّت كل أسرة، تحتاج كمبوديا إلى خيال بلا حدود لنسيانها. إذ أبيدَ أكثر من ربع الشعب الكمبودي (حوالي 3 مليون) خلال حكم الخمير الحمر (4 سنوات)، قبل وصول الفيتناميين لتحرير كمبوديا منهم، بعد عدوانها العسكري على بلدهم.

 

لِسبرِ حجم الجراح، يكفي مثلا زيارة متحف S21. كان، مثل غيره، مدرسة كولونيالية فرنسية واسعة جميلة، وتحوّل، بعد وصول بول بوت للحكم، إلى سجنٍ يقوده أحد أكبر جلادي القرن العشرين: دوش، الذي أدين بجرائم ضد الانسانية في محاكمة دولية.

دخول المرءِ السجنَ يعني تعذيبَه الإجباري الشنيع، ثم موته الأكيد. يصله مع كل عائلته بما فيهم الأطفال الصغار (حكمة بولبوتية: “لا تنس الجذر عند اقتلاع الشجرة!”… أخرى: “من الأفضل قتل البريء خطأً، على عدم قتل العدو!”).

كل ما ابتكره الإنسان من وسائل تنكيل، وما اخترعه طوال تاريخ التعذيب الإنساني، مورس في هذا السجن بمنتهى الفظاعة. يكفي قراءة “القواعد العشر” على سبورات صفوف المدرسة:

القاعدة 6: “يمنع منعا باتا الصراخ أثناء التعذيب بالصدمات الكهربائية”.

القاعدة 10″: عقوبة عدم الالتزام بأي قاعدة سابقة: 10 صدمات كهربائية”.

 

“حقول القتل” تنتظر المرء بعد السجن أكيدا إذا ما زال على قيد الحياة. أحدها، على بعد 17 كم من العاصمة، تحوّلَ إلى متحفٍ تذكاري يستقيم كل شعر الجسد عند زيارته.

سأكتفي بكلمتين: تواجهك عند دخوله شجرة (تشبه كثيراً الشجرة التي عرف قربها بوذا النيرفانا) يُصدم بها رأس الطفل لِتهشيمه أمام مرأى أمّهِ، قبل رميه في أحد عشرات أخاديد القبور الجماعية في الحقول.

يُمنع إطلاقُ رصاصةٍ على المدان (لا يستحق ثمن رصاصة!)، يكفي استخدام المطرقة أو المجرفة أو المنجل لضربه بالرأس، بعد قطع حنجرته بالخنجر كي لا يصرخ ويسمعه السكان المجاورون.

عموما لن يسمعه أحد، لأن ميكروفونات الأغاني الثورية (على شجرة تسمّى: الشجرة السحريّة)، وهدير ماكينات الديزل المجاورة لها، تُدوّي ليل نهار لِطمس صراخ القتلى…

 

سنوات نظام بول بوت خليطٌ مركز من الفظائع والتراجيديات. شناعة كل طغاتنا العرب ودواعشنا شذرات من “بركاته”. إذ في كل طاغية وحلم إرهابي عرقٌ ما من نظام بول بوت:

حلم داعش بالعودة لقرن الصحابة، في هذا القرن الواحد والعشرين، وهمجيتهم البربرية، ومسيرة الحوثيين القرآنية وتدميرها لليمن، نفحة من نفحاته.

وإبادة نظام الأسد لشعب سوريا وأصناف تعذيبه وبراميله وكيماوياته تجليات معاصرة للطقوس البولبوتية الأصيلة.

 

ولذلك، فإن محاضرةً بالصوت والصورة، لأوديسيا نظام بول بوت، في كل مدرسة من مدارس العالم، لا سيما العربي، ضرورةٌ إنسانية دائمة، لأن ثمة حقا عبرة أبدية في الأحزان الكمبودية!

يتلو المحاضرة نقاشٌ جماعي عن كيف يترعرع مثل هذا الوباء التدميري، وكيف يُقضى عليه. وعن الشر الكامن في الطبيعة الإنسانية، الذي طالما تحدث عنه الفلاسفة، لا سيما نيتشه، وقبله شاعرُهم أبو العلاء الذي قال:  

شرُّ أشجارٍ علمتُ بها

شجراتٍ أنبتتْ ناسا

كلّهم أخفتْ جوانحهُ

                     مارداً في الصدر خنّاسا